Le Ministre des A.E. Jean-Yves Le Drian accuse la Turquie d’intervention militaire dans le Haut-Karabagh

jean-yves-le-drian-accuse-turquie-militaire-haut-karabagh

Correspondance de Michel Bounajem pour le quotidien saoudien « Al Shark Al Awsat » : Le Ministre des A.E. Jean-Yves Le Drian accuse la Turquie d’intervention militaire dans le Haut-Karabagh

 

وزير الخارجية الفرنسي يتهم أنقره بالإنخراط عسكريا في حرب قره باغ

ما زال الدور التركي في الحرب الدائرة في ناغورني قره باغ بين القوات الآذرية والقوات الأرمنية في مرمى الديبلوماسية الفرنسية التي عادت مجددا للتصويب على ما تقوم به أنقره والدعم متعدد الأشكال الى جانب أذريجان. وبعد أن اتهم الرئيس  إيمانويل ماكرون أنقره نهاية الأسبوع الماضي بنقل مئات المرتزقة السوريين الى جبهات القتال وحمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية في تأجيج الحرب، وجه وزير الخارجية أمس، انتقادات حادة لتركيا متهما إياها بالإنخراط عسكريا في حرب القوقاز الجديدة .

وفي كلمة له أمس أمام الجمعية الوطنية {البرلمان}، قال جان إيف لو دريان إن « الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا ما أن شأنه أن يؤجج النزاع ويمكن أن يؤدي الى تدويل الصراع « . وفي الأيام الأخيرة، أعربت باريس عن مخاوف كبرى من أن يفضي تدخل قوى إقليمية مباشرة في الحرب على غرار ما تقوم به تركيا الى ضرب الإستقرار في منطقة بالغة الحساسية. وتعتبر المصادر الفرنسية أن ثلاث قوى رئيسية هي روسيا وتركيا وإيران يمكن أن تصبح ضالعة فيه ولذا، فإن مجموعة مينسك التي تشكلت في العام 1992 والتي تشارك في رئاستها الى جانب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، تتحمل مسؤولية رئيسية في مساعي السيطرة على النزاع ومنع تدويله. واتهم لو دريان أذربيجان بالتسبب بالحرب معربا عن الأسف « لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا مقابل نجاح أذربيجان بتحقيق تقدم ميداني متواضع ». وأضاف الوزير الفرنسي: » إن أذربيجان هي من أشعل شرارة النزاع ». وسبق للرئيس الفرنسي أن أعلن أن بلاده « لن تتخلى عن الأرمن وعن أرمينيا ». وتعيش في فرنسا جالية أرمنية كبيرة وصلت إليها  بعد المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في العام 1915. وصوت البرلمان الفرنسي بداية العام 2001 على قانون تعترف فرنسا رسميا بحصول هذه المجازر كما أن باريس أقرت، بمبادرة من الرئيس مارون تخصيص يوم 24 أبريل/نيسان من كل عام « يوما للذكرى » المؤلمة التي ضربت الأرمن.  

وتنشط باريس، في إطار مجموعة مينسك، لإيجاد دفعة ديبلوماسية لإيقاف الحرب. وفي هذا السياق، أعلن لو دريان أن محادثات في إطار هذه المجموعة ستجرى اليوم في جنيف كما أن جولة إضافية ستستضيفها موسكو يوم الإثنين القادم.  وقال لو دريان ما حرفيته: » نأمل أن تفضي هذه المحادثات الى إطلاق المفاوضات » بين الطرفين المتنازعين برعاية مجموعة مينسك و »من غير شروط مسبقة ». وحتى اليوم، ورغم الدعوات الدولية { مجلس الأمن، الولايات المتحدة، الإتحاد الأوروبي، مجموعة مينسك، روسيا …}من أجل وقف الأعمال العدائية والعودة الى طاولة المفاوضات، فإن لا مؤشرات تدل على الرغبة في التجاوب معها. وتعتبر باريس أن أذربيجان، بتشجيع من أنقره، تصم أذنيها عن دعوات وقف إطلاق النار وتعتبر ان الشروط التي عبر عنه الرئيس التركي وأيضا إلهام عالييف، الرئيس الآذري، ليس من شأنها أن تسهل الوصول الى وقف القتال والعودة الى المفاوضات. وبحسب الوزير الفرنسي، الذي دعا الى  فإن الغرض من محادثات اليوم والإثنين القادم، البحث في إمكانية دفع الطرفين لوقف النار بمعنى النظر بالشروط المتبادلة من أجل ذلك. وفي الأيام الأخيرة صدرت عدة دعوات عن مجموعة مينسك للوقف الفوري للأعمال الحربية  وآخرها بيان باسم وزراء خارجية الدول الثلاث صدر يوم الإثنين الماضي وندد باستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية أكان ذلك في منطقة النزاع أو في جمهورية أرمينيا وأذربيجان. وحث البيان باكو ويريفان على الإنخراط في مسار لتسوية النزاع بالإعتماد على المبادىء الأساسية القابلة للتطبيق وعلى النصوص الدولية ذات الصلة والتي يعرفها الطرفان ».

بيد أن مجموعة مينسك التي يجاور عمرها العقدين لم تنجح حتى اليوم في الدفع باتجاه محددات من شأنها إيجاد مخارج للنزاع بل جل ما نجحت به أنها جمدته بعد الحرب الدامية التي وقعت بداية التسعينان وأفضت الى سقوط ما لا يقل عن 30 ألف قتيل. والسؤال اليوم يتناول مدى قدرتها على التأثير علما أن نجاحها في إحداث اختراق ما يرتبط بالدرجة الأولى على إمكانية العمل المشترك بين موسكو وواشنطن. وتلعب باريس دور صلة الوصل بين الطرفين. من هنا، أهمية الجهود التي تقوم بها الديبلوماسية الفرنسية والمقترحات التي سوف تدرس اليوم والإثنين القادم من أجل التوافق على محددات وحلول يقبلها الطرفان الآذري والأرمني. والتخوف المباشر أن تتحول النزاع حول قره باغ الى حرب مفتوحة بين باكو ويريفان بما ستحمله من مخاطر تمدد الصراع.

ميشال أبونجم