M.B..S. plaide le changement et Bibi…l’intransigeance.

تعدّ المملكة العربية السعودية وإسرائيل من أهمّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، وإدارة بايدن منخرطة بعمق مع كلتيهما اليوم، حيث تحاول صياغة معاهدة دفاع مشترك مع المملكة ومساعدة إسرائيل في صراعاتها مع حماس وإيران. لكن بحسب الكاتب والمحلّل السياسي في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان فإنّ الصعوبات التي تواجه هذه الإدارة مع هذين الشريكين تشكّل بالنسبة لأميركا فرصة كبيرة وخطراً كبيراً في الوقت نفسه.

السبب هو التناقض التامّ بين السياسات الداخلية للحليفين، كما يرى فريدمان الذي يقارن بين البلدين ويعتبر أنّهما تبادلا الأمكنة. ففي حين وضع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أسوأ المتطرّفين الدينيين في بلاده في السجن، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسوأ المتطرّفين الدينيين في بلاده في حكومته.

في السعودية، يكتب فريدمان، أطلق محمد بن سلمان، بتركيزه الشديد على النموّ الاقتصادي، العنان لأهمّ ثورة اجتماعية على الإطلاق في المملكة الصحراوية مرسلاً موجات صادمة في جميع أنحاء العالم العربي، ويصل الأمر الآن إلى حدّ وضع الولايات المتحدة والمملكة اللمسات الأخيرة على تحالف رسمي يمكن أن يعزل إيران ويحدّ من نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويلهم بشكل سلمي تغييراً في هذه المنطقة أكثر إيجابية من الغزوات الأميركية العسكرية للعراق وأفغانستان. وكان هذا واحداً من أسرع التغيّرات الاجتماعية في العالم، إذ ترى تأثيره في الرياض على شوارع المدينة ومقاهيها ومكاتبها الحكومية والتجارية، وترى المرأة السعودية لا تقود السيارة فحسب، بل تدخل السلك الدبلوماسي وأكبر البنوك، ويقام أخيراً دوري سعودي ممتاز لكرة القدم للسيّدات.

غير أنّ رؤية محمد بن سلمان الجذرية الجديدة لبلاده، بحسب فريدمان، تتجلّى أكثر ما تتجلّى في استعداده المعلن لتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة اليهودية كجزء من اتفاق دفاع مشترك جديد مع الولايات المتحدة. فهو يريد منطقة مسالمة قدر الإمكان، والمملكة آمنة من إيران قدر الإمكان، حتى يتمكّن من التركيز على جعل بلاده قوّة اقتصادية متنوّعة.

رؤية محمد بن سلمان الجذرية الجديدة لبلاده، بحسب فريدمان، تتجلّى أكثر ما تتجلّى في استعداده المعلن لتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة اليهودية

مأساة عهد نتانياهو

بينما في إسرائيل، حيث كان هذا هو الحال أيضاً في الماضي، كما يشير فريدمان، كانت المأساة عهد نتنياهو الذي بهدف البقاء في السلطة لتجنّب عقوبة السجن المحتملة بتهم الفساد، أنشأ ائتلافاً حاكماً أعطى سلطة غير مسبوقة للعنصريين اليهود اليمينيّين المتطرّفين ذوي السلطة والأولوية للانقلاب القضائي. كما قدّم تنازلات لا مثيل لها للحاخامات الأرثوذكس المتطرّفين الذين يرفض معظم رجالهم الخدمة في الجيش على الإطلاق، ويتشدّدون إزاء النساء.

يضيف: السعودية ملَكية مطلقة وإسرائيل ديمقراطية. لكنّ محمد بن سلمان يمكنه أن يأمر بتغييرات لا يستطيع أيّ رئيس وزراء إسرائيلي أن يأمر بها. ومع ذلك، يتعيّن على القادة في البلدين تقويم ما سيسمح لهم بالبقاء في السلطة، وهذه الغرائز تدفع نتنياهو إلى جعل إسرائيل أشبه بأسوأ ما في السعودية القديمة، بينما تدفع محمد بن سلمان إلى جعل المملكة أشبه بأفضل ما في إسرائيل القديمة.

في رأي فريدمان أنّ إسرائيل، نتيجة تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرّف، لا تستطيع الاستفادة من التحوّل البنيوي في السعودية، مع عرضها لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية وفتح طريق لإسرائيل مع بقيّة العالم الإسلامي، لأنّ القيام بذلك سيتطلّب من إسرائيل اتّباع مسار مع الفلسطينيين لإنشاء دولتين لشعبين أصليّين. كما أنّها أيضاً، من دون تقديم أفق لحلّ الدولتين مع الفلسطينيين من غير حماس، لا تستطيع تشكيل تحالف أمنيّ دائم مع تحالف الدول العربية المعتدلة. وبعبارة أخرى، لا تستطيع إسرائيل اليوم جمع الائتلافات التي تحتاج إليها لتزدهر كأمّة، لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى تفكّك الائتلاف الحاكم الذي يحتاج إليه نتنياهو للبقاء كسياسي.

 السعودية ملَكية مطلقة وإسرائيل ديمقراطية. لكنّ محمد بن سلمان يمكنه أن يأمر بتغييرات لا يستطيع أيّ رئيس وزراء إسرائيلي أن يأمر بها

الرياض وواشنطن أنجزتا 90% من معاهدة الدفاع المشترك

كلّ هذا يسبّب، في رأي فريدمان، صداعاً كبيراً للرئيس بايدن، الذي فعل الكثير لإنقاذ الشعب الإسرائيلي من حماس وإيران أكثر من أيّ رئيس أميركي آخر، لكنّه يشعر بالإحباط من رئيس وزراء إسرائيلي مهتمّ أكثر بإنقاذ نفسه. وهو يعتقد أنّ دعم بايدن لنتنياهو يكلّفه الآن سياسياً ويحدّ من قدرته على الاستفادة الكاملة من التغييرات في شبه الجزيرة العربية. وقد يكلّفه ذلك أيضاً إعادة انتخابه.

السؤال الرئيسي الذي يطرحه فريدمان على إدارة بايدن والسعوديين اليوم هو: ما الذي يجب فعله بعد ذلك؟ مشيراً الى “خبر سارّ” هو أنّ الرياض وواشنطن أنجزتا 90% من معاهدة الدفاع المشترك، لكنّهما ما زالتا بحاجة إلى ربط بعض النقاط الرئيسية. وتشمل:

– الطرق الدقيقة التي ستتحكّم بها الولايات المتحدة في برنامج الطاقة النووية المدني الذي ستحصل عليه السعودية بموجب الصفقة.

– هل يكون عنصر الدفاع المشترك واضحاً، مثل ذلك الذي حدث بين الولايات المتحدة واليابان، أو أقلّ رسمية، مثل التفاهم بين الولايات المتحدة وتايوان؟

– التزام طويل الأجل من جانب المملكة بمواصلة تسعير النفط بالدولار الأميركي، وليس التحوّل إلى العملة الصينية.

لكنّ الجزء الآخر من الصفقة، الذي يُنظر إليه على أنّه حاسم لكسب الدعم في الكونغرس، كما يؤكّد فريدمان، هو “أن تقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولن يحدث ذلك إلا إذا وافقت إسرائيل على شروط الرياض:

– الخروج من غزة، وتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

– الشروع في “مسار” مدّته ثلاث إلى خمس سنوات لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة.

تعدّ المملكة العربية السعودية وإسرائيل من أهمّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، وإدارة بايدن منخرطة بعمق مع كلتيهما اليوم

 – أن تكون هذه الدولة مشروطة بقيام السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات لجعلها هيئة حاكمة يثق بها الفلسطينيون ويعتبرونها شرعية، ويرى الإسرائيليون أنّها فعّالة”.

يرى فريدمان أنّه “يوجد الكثير من عبارات “إذا” و”شريطة أن يكون هذا” في هذه المعادلة التي تبدو غير مرجّحة اليوم. وقد تبدو هذه الأمور أقلّ أهمية عندما تنتهي الحرب في غزة ويدرك كلّ من الإسرائيليين والفلسطينيين التكاليف الرهيبة المترتّبة على عدم التوصّل إلى حلّ سلمي دائم، ويفكّرون في ما إذا كانوا يريدون الاستمرار على الطريق نفسه أو يريدون التغيير بشكل جذري”.

“لم يتمّ اتّخاذ أيّ قرار بعد”

يقول: “من الواضح للمسؤولين الأميركيين والسعوديين أنّه مع انضمام نتنياهو إلى اليمين المتطرّف للبقاء في السلطة، فمن غير المرجّح أن يوافق على أيّ نوع من الدولة الفلسطينية التي قد تدفع شركاءه إلى الإطاحة به، ما لم يحقق بقاؤه السياسي خلاف ذلك. ونتيجة لذلك، تدرس الولايات المتحدة والسعوديون وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة وعرضها على الكونغرس بشرط أن تقوم المملكة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرّد أن يكون لدى الأخيرة حكومة مستعدّة لاحترام الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والسعودية”.

إقرأ أيضاً: فورين أفيرز: تحالف مناهض لإيران في الشّرق الأوسط؟

يستدرك فريدمان بالتوضيح أنّه “لم يتمّ اتّخاذ أيّ قرار بعد. ويعلم المسؤولون الأميركيون أنّه بوجود مثل هذه الاضطرابات اليوم في إسرائيل ومع وقوف العالم أجمع ضدّها على ما يبدو، من المستحيل إقناع الإسرائيليين حقّاً بالتفكير في الفوائد السياسية والاقتصادية العميقة الطويلة المدى لتطبيع العلاقات مع السعودية”. لكن من المأمول، في رأيه، “أنّه إذا أمكن التوصّل إلى نهاية دائمة للقتال وعودة جميع الرهائن الإسرائيليين، فإنّ إسرائيل ستجري انتخابات جديدة. وربّما بعد ذلك فقط لن يكون نتنياهو هو الخيار المطروح على الطاولة بالنسبة للإسرائيليين، بل طريق موثوق للسلام مع السعودية والفلسطينيين”.

تعدّ المملكة العربية السعودية وإسرائيل من أهمّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، وإدارة بايدن منخرطة بعمق مع كلتيهما اليوم، حيث تحاول صياغة معاهدة دفاع مشترك مع المملكة ومساعدة إسرائيل في صراعاتها مع حماس وإيران. لكن بحسب الكاتب والمحلّل السياسي في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان فإنّ الصعوبات التي تواجه هذه الإدارة مع هذين الشريكين تشكّل بالنسبة لأميركا فرصة كبيرة وخطراً كبيراً في الوقت نفسه.

السبب هو التناقض التامّ بين السياسات الداخلية للحليفين، كما يرى فريدمان الذي يقارن بين البلدين ويعتبر أنّهما تبادلا الأمكنة. ففي حين وضع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أسوأ المتطرّفين الدينيين في بلاده في السجن، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسوأ المتطرّفين الدينيين في بلاده في حكومته.

في السعودية، يكتب فريدمان، أطلق محمد بن سلمان، بتركيزه الشديد على النموّ الاقتصادي، العنان لأهمّ ثورة اجتماعية على الإطلاق في المملكة الصحراوية مرسلاً موجات صادمة في جميع أنحاء العالم العربي، ويصل الأمر الآن إلى حدّ وضع الولايات المتحدة والمملكة اللمسات الأخيرة على تحالف رسمي يمكن أن يعزل إيران ويحدّ من نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويلهم بشكل سلمي تغييراً في هذه المنطقة أكثر إيجابية من الغزوات الأميركية العسكرية للعراق وأفغانستان. وكان هذا واحداً من أسرع التغيّرات الاجتماعية في العالم، إذ ترى تأثيره في الرياض على شوارع المدينة ومقاهيها ومكاتبها الحكومية والتجارية، وترى المرأة السعودية لا تقود السيارة فحسب، بل تدخل السلك الدبلوماسي وأكبر البنوك، ويقام أخيراً دوري سعودي ممتاز لكرة القدم للسيّدات.

غير أنّ رؤية محمد بن سلمان الجذرية الجديدة لبلاده، بحسب فريدمان، تتجلّى أكثر ما تتجلّى في استعداده المعلن لتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة اليهودية كجزء من اتفاق دفاع مشترك جديد مع الولايات المتحدة. فهو يريد منطقة مسالمة قدر الإمكان، والمملكة آمنة من إيران قدر الإمكان، حتى يتمكّن من التركيز على جعل بلاده قوّة اقتصادية متنوّعة.

رؤية محمد بن سلمان الجذرية الجديدة لبلاده، بحسب فريدمان، تتجلّى أكثر ما تتجلّى في استعداده المعلن لتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة اليهودية

مأساة عهد نتانياهو

بينما في إسرائيل، حيث كان هذا هو الحال أيضاً في الماضي، كما يشير فريدمان، كانت المأساة عهد نتنياهو الذي بهدف البقاء في السلطة لتجنّب عقوبة السجن المحتملة بتهم الفساد، أنشأ ائتلافاً حاكماً أعطى سلطة غير مسبوقة للعنصريين اليهود اليمينيّين المتطرّفين ذوي السلطة والأولوية للانقلاب القضائي. كما قدّم تنازلات لا مثيل لها للحاخامات الأرثوذكس المتطرّفين الذين يرفض معظم رجالهم الخدمة في الجيش على الإطلاق، ويتشدّدون إزاء النساء.

يضيف: السعودية ملَكية مطلقة وإسرائيل ديمقراطية. لكنّ محمد بن سلمان يمكنه أن يأمر بتغييرات لا يستطيع أيّ رئيس وزراء إسرائيلي أن يأمر بها. ومع ذلك، يتعيّن على القادة في البلدين تقويم ما سيسمح لهم بالبقاء في السلطة، وهذه الغرائز تدفع نتنياهو إلى جعل إسرائيل أشبه بأسوأ ما في السعودية القديمة، بينما تدفع محمد بن سلمان إلى جعل المملكة أشبه بأفضل ما في إسرائيل القديمة.

في رأي فريدمان أنّ إسرائيل، نتيجة تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرّف، لا تستطيع الاستفادة من التحوّل البنيوي في السعودية، مع عرضها لتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية وفتح طريق لإسرائيل مع بقيّة العالم الإسلامي، لأنّ القيام بذلك سيتطلّب من إسرائيل اتّباع مسار مع الفلسطينيين لإنشاء دولتين لشعبين أصليّين. كما أنّها أيضاً، من دون تقديم أفق لحلّ الدولتين مع الفلسطينيين من غير حماس، لا تستطيع تشكيل تحالف أمنيّ دائم مع تحالف الدول العربية المعتدلة. وبعبارة أخرى، لا تستطيع إسرائيل اليوم جمع الائتلافات التي تحتاج إليها لتزدهر كأمّة، لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى تفكّك الائتلاف الحاكم الذي يحتاج إليه نتنياهو للبقاء كسياسي.

 السعودية ملَكية مطلقة وإسرائيل ديمقراطية. لكنّ محمد بن سلمان يمكنه أن يأمر بتغييرات لا يستطيع أيّ رئيس وزراء إسرائيلي أن يأمر بها

الرياض وواشنطن أنجزتا 90% من معاهدة الدفاع المشترك

كلّ هذا يسبّب، في رأي فريدمان، صداعاً كبيراً للرئيس بايدن، الذي فعل الكثير لإنقاذ الشعب الإسرائيلي من حماس وإيران أكثر من أيّ رئيس أميركي آخر، لكنّه يشعر بالإحباط من رئيس وزراء إسرائيلي مهتمّ أكثر بإنقاذ نفسه. وهو يعتقد أنّ دعم بايدن لنتنياهو يكلّفه الآن سياسياً ويحدّ من قدرته على الاستفادة الكاملة من التغييرات في شبه الجزيرة العربية. وقد يكلّفه ذلك أيضاً إعادة انتخابه.

السؤال الرئيسي الذي يطرحه فريدمان على إدارة بايدن والسعوديين اليوم هو: ما الذي يجب فعله بعد ذلك؟ مشيراً الى “خبر سارّ” هو أنّ الرياض وواشنطن أنجزتا 90% من معاهدة الدفاع المشترك، لكنّهما ما زالتا بحاجة إلى ربط بعض النقاط الرئيسية. وتشمل:

– الطرق الدقيقة التي ستتحكّم بها الولايات المتحدة في برنامج الطاقة النووية المدني الذي ستحصل عليه السعودية بموجب الصفقة.

– هل يكون عنصر الدفاع المشترك واضحاً، مثل ذلك الذي حدث بين الولايات المتحدة واليابان، أو أقلّ رسمية، مثل التفاهم بين الولايات المتحدة وتايوان؟

– التزام طويل الأجل من جانب المملكة بمواصلة تسعير النفط بالدولار الأميركي، وليس التحوّل إلى العملة الصينية.

لكنّ الجزء الآخر من الصفقة، الذي يُنظر إليه على أنّه حاسم لكسب الدعم في الكونغرس، كما يؤكّد فريدمان، هو “أن تقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولن يحدث ذلك إلا إذا وافقت إسرائيل على شروط الرياض:

– الخروج من غزة، وتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

– الشروع في “مسار” مدّته ثلاث إلى خمس سنوات لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة.

تعدّ المملكة العربية السعودية وإسرائيل من أهمّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، وإدارة بايدن منخرطة بعمق مع كلتيهما اليوم

 – أن تكون هذه الدولة مشروطة بقيام السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات لجعلها هيئة حاكمة يثق بها الفلسطينيون ويعتبرونها شرعية، ويرى الإسرائيليون أنّها فعّالة”.

يرى فريدمان أنّه “يوجد الكثير من عبارات “إذا” و”شريطة أن يكون هذا” في هذه المعادلة التي تبدو غير مرجّحة اليوم. وقد تبدو هذه الأمور أقلّ أهمية عندما تنتهي الحرب في غزة ويدرك كلّ من الإسرائيليين والفلسطينيين التكاليف الرهيبة المترتّبة على عدم التوصّل إلى حلّ سلمي دائم، ويفكّرون في ما إذا كانوا يريدون الاستمرار على الطريق نفسه أو يريدون التغيير بشكل جذري”.

“لم يتمّ اتّخاذ أيّ قرار بعد”

يقول: “من الواضح للمسؤولين الأميركيين والسعوديين أنّه مع انضمام نتنياهو إلى اليمين المتطرّف للبقاء في السلطة، فمن غير المرجّح أن يوافق على أيّ نوع من الدولة الفلسطينية التي قد تدفع شركاءه إلى الإطاحة به، ما لم يحقق بقاؤه السياسي خلاف ذلك. ونتيجة لذلك، تدرس الولايات المتحدة والسعوديون وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة وعرضها على الكونغرس بشرط أن تقوم المملكة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرّد أن يكون لدى الأخيرة حكومة مستعدّة لاحترام الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والسعودية”.

إقرأ أيضاً: فورين أفيرز: تحالف مناهض لإيران في الشّرق الأوسط؟

يستدرك فريدمان بالتوضيح أنّه “لم يتمّ اتّخاذ أيّ قرار بعد. ويعلم المسؤولون الأميركيون أنّه بوجود مثل هذه الاضطرابات اليوم في إسرائيل ومع وقوف العالم أجمع ضدّها على ما يبدو، من المستحيل إقناع الإسرائيليين حقّاً بالتفكير في الفوائد السياسية والاقتصادية العميقة الطويلة المدى لتطبيع العلاقات مع السعودية”. لكن من المأمول، في رأيه، “أنّه إذا أمكن التوصّل إلى نهاية دائمة للقتال وعودة جميع الرهائن الإسرائيليين، فإنّ إسرائيل ستجري انتخابات جديدة. وربّما بعد ذلك فقط لن يكون نتنياهو هو الخيار المطروح على الطاولة بالنسبة للإسرائيليين، بل طريق موثوق للسلام مع السعودية والفلسطينيين”.

www.asasmedia.com