Le Liban sous deux occupations
Youssef Salamé, ancien ministe
ركم – أخبارنا
“قراءة في حدث”/ناديا شريم
بين تأكيد رئيس الجمهورية جوزاف عون على ضرورة التفاوض مع اسرائيل ورد “حزب الله” بالرفض الكامل لهذا القرار، يبدو المشهد اللبناني ضبابياً الى حد كبير. وبين الضغوطات الخارجية المتصاعدة، ورفع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية على اكثر من منطقة لبنانية، تبدو بيروت أمام خيارات صعبة مرتبطة إلى حد كبير بالتطورات المتسارعة في المنطقة، ويبقى السؤال: ماذا ينتظر لبنان وهل ما زلنا قادرين على مواكبة ما يجري في المنطقة؟
يقول رئيس “لقاء الهوية والسيادة” الوزير السابق يوسف سلامة لموقعنا: “من سخرية القدر أنّ لبنان يعيش منذ أكثر من نصف قرن تحت تأثير احتلالين:
احتلال أول شقيق وداخلي عرف تراكم هويّات على مدى عقود من الزمن واستجلب احتلالاً خارجيّاً،
واحتلال ثانٍ خارجي يشترط بدوره إزالة الاحتلال الأول لينسحب. وينطبق على مسار الاحتلالين السؤال التقليدي المَجازي الذي كان يُسأل يوم كنا صغاراً:
مَن سبق الآخر في الوجود البيضة أم الدجاجة؟
بالنسبة إلينا الالتفاف على الحقيقة جريمة وخيانة. لذلك، الجواب واضح وهو أنّ لبنان ظلّت أرضه حرّة، ولم تنل منه احتلالات إسرائيل للدول العربية عندما كان استقلاله ناجزاً وكان سيّد قراره. لكنّ الوضع تغيّر بعدما استُبيحت أرضه وصودر قراره من قبل المنظمات الفلسطينية والبعث السوري والغوغائية العربية، مدعومة من قسم من اللبنانيين المعترضين على النظام والهوية، ومستفيدة من قسم آخر استغلّ خوفه وقلقه على المصير وقبض على مفاصل السلطة بالكامل، وظلّ متمسكاً بها حتى أفرغها من أي معنى وسلّمها إلى وصايات خارجية تناوبت عليها”.
ويضيف: “إزاء هذا الواقع، استفادت إسرائيل من هذا الوضع وتمكّنت من استباحة أرض لبنان وفضائه وقراره المستقل، وحاولت وتحاول دائماً، أن تلعب دور المنقذ لرافضي التطاول على سيادة الدولة ومغتصبي حقوقها من الداخل، فارضة نفسها حاجة وضرورة لإزالة الاحتلال الأول بكامل أوجهه. ووجد لبنان نفسه في مواجهة احتلالين يتقاتلان على أرضه بغير إرادته وهو أضعف من الأضعف بينهما. يعيش حالة صعبة لا يُمكن مواجهتها إلا بانتفاضة الشرعية اللبنانية المتمثلة بالحكم والحكومة معاً، انتفاضة على الخوف والتردد المتحكّم باتخاذها قراراً حكيماً وجريئاً يقلب الطاولة على رؤوس الجميع، ويطالب مجلس الأمن بوضع لبنان تحت الفصل السابع برعاية أميركية مباشرة لإزالة كل الاحتلالات الداخلية التي تسببت بالاحتلال الإسرائيلي تمهيداً لانسحاب إسرائيل من لبنان”.
ويعتبر سلامة “أن الكتاب الذي وجّهه حزب الله إلى كلٍّ من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، يؤكد ما سبق وقلته في الإجابة عن السؤال الأول بأنّ السلطة اللبنانية تعاني من احتلال داخلي اسمه حزب الله”.
الى ذلك، يؤكد سلامة أن “الحرب بين لبنان وإسرائيل لم تتوقف منذ دخول لبنان في حرب الإسناد وحتى اليوم. الذي تغيّر بعد إعلان وقف النار، هو أنّ الحزب أوقف الحرب من جانبٍ واحد من دون أن يُعلن استسلامه أو أن يعترف بالهزيمة.
في المقابل، تستمرّ إسرائيل بملاحقة الحزب بلا رادع، وباصطياد عناصره من دون أن يسمح لنفسه بحق الدفاع عن النفس. ومع ذلك يستمرّ بالمكابرة، ويستمرّ بعض اللبنانيين بالتساؤل عما إذا كانت الحرب ستقع مع إسرائيل أم لا، وكأننا نعيش معها في حالة سلام الآن”.
ماذا عن الانتخابات النيابية؟ يرى رئيس “لقاء الهوية والسيادة”، أن “لا معنى لأي انتخابات إذا لم يتحرر لبنان من كل الاحتلالات، الداخلي منها والخارجي، ويستعيد اللبنانيون حرية الخيار والاختيار. أما بالنسبة إلى انتخابات أيار، فأتمنى أن يسبقها تحرير شامل لتأخذ معناها الحقيقي وتُعطي الثمار المطلوبة، وعلى هذا الأساس أودّ أن أتعامل معها وهكذا يتعامل معها كل الأحرار”.
وختاماً، يشدد سلامة على أن “زيارة البابا إلى لبنان تُشكّل محطة أساسية لخلاص لبنان، والفاتيكان هو أول دولة اعترفت باستقلال لبنان وهو الذي اعتبره أكبر من وطن وأنه رسالة. وفي هذا الإطار، تأتي زيارة قداسة البابا ليون الرابع عشر التي نأمل منها أن تعطينا فسحة أمل نستعيد من خلالها إمكانية النهوض بلبنان إلى ما كان عليه قبل أن تغتصبه الإرادات الغوغائية”.
