Pas de négociation avec l’Iran aux dépens des autres/ لا يُمكن التفاوُض مع إيران ولا محاربتها « من كيس » غيرهاpar Antoine Al-Fattal

لا يُمكن التفاوُض مع إيران ولا محاربتها « من كيس » غيرها

مصدر: بايدن قطع وعداً للبابا ولبنان لن يُسلَّم لإيران أبداً

أنطون الفتى – وكالة « أخبار اليوم »

ضربات صاروخيّة هنا وهناك، وهجمات سيبرانية من بعدها. هجمات سيبرانيّة هنا وهناك، وضربات صاروخيّة من بعدها. « البيضة قبل الدجاجة » أو « الدجاجة قبل البيضة »، الجواب غير مهمّ، طالما أن لا حلّ ممكناً لمشكلة الشرق الأوسط، الى ما بعد دهور ودهور، إلا إذا انتقل التعاطي مع إيران الى مراحل أكثر نضجاً.

« إبن شارع »

فعذراً من الأميركيين، إلا أنه لا يُمكن محاربة الإرهاب الإيراني على مستوى المنطقة عموماً، لا بالديموقراطية، ولا بالليبرالية. و »إبن الشارع » يتوجّب النّزول إليه « في الشارع »، أما « إبن البيت » فهو ذاك الذي يبقى التعاطي معه، بالأدب والذّوق واللياقة، والديموقراطية، والليبرالية، وحقوق الإنسان…

« الوكيل »

وانطلاقاً ممّا سبق، لا يُمكن التفاوُض مع إيران، ولا محاربتها « من كيس » غيرها، أي في لبنان وسوريا والعراق واليمن… فقط، لأن ذلك لن ينتزع منها أي حلّ. وبما أن الإنسان لا يخاف إلا « عا جلدو »، فمن الضّروري جعل طهران تخشى « على جلدها » الخاصّ، وهو إمكانيّة أن تتعرّض لخطر عسكري مباشر، في أي يوم من الأيام، يطال أراضيها هي بالذّات، وقواعدها العسكرية هي بالذّات، وليس أراضي وقواعد تواجُد « الوكيل »، في هذا البلد أو ذاك.

« غنج »

أشار مصدر واسع الإطلاع الى أن « الإدارة الأميركية « تغنّج » إيران، آملةً بإبرام اتّفاق معها. ولكن المقاربة الأميركية تُهمِل العامل الأخطر، وهو أن طهران لن تلتزم بالبنود التي تتعلّق بنفوذها الإقليمي، وبالصواريخ الباليستية، في أي تسوية ».

وكشف في حديث لوكالة « أخبار اليوم » عن « تفاهمات كبيرة حصلت مؤخّراً، سلّم الأميركيون بموجبها الوضع في المنطقة عموماً الى روسيا، لحدود معيّنة، رغم أن لا تغيير فعلياً في الموقف الروسي تجاه طهران. فالتحالف بين روسيا وإيران لا يزال استراتيجياً، مقابل بعض الاختلافات في بعض التكتيكات بينهما، فقط ».

رسالة

ولفت المصدر الى أنه « رغم ذلك، تحجيم إيران سيحصل من خلال التوافُقات الروسية – الإسرائيلية – الأميركية الأخيرة، حول السماح لإسرائيل بضرب قواعد إيران و »حزب الله » في سوريا، في ظلّ الابتعاد الأميركي المباشر عن المنطقة، وتجميد كلّ ما فيها، بانتظار نتائج المفاوضات في فيينا ».

وشدّد على أن « حديث أمين عام « حزب الله » السيّد حسن نصرالله عن الـ 100 ألف مقاتل الأسبوع الفائت، كان رسالة من « الحزب » الى الأميركيين والإسرائيليين والروس، عشيّة زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت روسيا. والهدف منها، هو أن تسوياتكم واتّفاقاتكم لا يُمكنها أن تتجاوز قوّتي، في التسويات الإقليمية ».

جعجع

وأكد المصدر أن « الهدف من استدعاء رئيس حزب « القوات اللبنانية » سمير جعجع الى اليرزة، كان اعتقاله وسجنه بعد وصوله مباشرة، أو تدبير كمين له في الطريق، لقتله قبل أن يصل، بغضّ النّظر عن النتائج الكارثية لذلك. وضمن هذا السياق، تحرّك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، لإعادة الهدوء الى العلاقات المسيحية – الشيعية، خصوصاً أن المجتمع المسيحي ما كان ليمرّر ما هو مرسوم لجعجع ».

وأضاف: »الخطورة في ملف جعجع، هو أن القضاء اللبناني يطبّق نظام التمييز العنصري، من خلال البحث عن تطبيق القانون على جعجع وحده ».

قوّة دولية

وأوضح المصدر أن « إيران تسيطر على لبنان إعلامياً لا واقعياً، في الوقت الراهن، مستندةً الى خوف الشعب اللبناني، ومعظم الأطراف السياسية اللبنانية، من سلاح « حزب الله ».

وتابع: »الأميركيون، ولاعتبارات استراتيجية، لن يقبلوا بتسليم لبنان لطهران أبداً. وأي تلزيم له (لبنان)، بموجب اتّفاق دولي مستقبلاً، سيجعل منه (لبنان) من حصّة روسيا لا إيران، نظراً الى أن تلزيمه لن يكون لقوّة إقليمية (إيران)، بل دولية (روسيا) ».

البابا

وأكد المصدر أن « الرئيس الأميركي جو بايدن قطع وعداً لـ « الحبر الأعظم » البابا فرنسيس حول لبنان، ولن يخرقه. ومن هذا المُنطَلَق أيضاً، لن يُسلَّم لبنان لإيران أبداً ».

وردّاً على سؤال حول إمكانيّة أو استحالة أن توافق روسيا في يوم من الأيام، على قصف إسرائيلي للأراضي الإيرانية مباشرةً، أجاب: »إذا فشلت مفاوضات فيينا، وأعلنت واشنطن فشلها، فعندها تُطلَق يد إسرائيل في قصف المواقع العسكرية والحسّاسة، داخل الأراضي الإيرانية ».

وختم: »لا يُمكن لروسيا أن تمنع ضربات أميركية أو إسرائيلية لإيران. ولن تواجه موسكو واشنطن أو تل أبيب من أجل طهران. وأكثر ما يهمّ الروس هو مصالحهم في الاتّفاقات الاستراتيجية والأمنية مع الأميركيين والإسرائيليين ».