AZERBEIJAN : APRES LA GUERRE, REGARD SUR L’AVENIR par Leila Murr

Point de contrôle des forces de Turques et russes sur la frontière dans le haut Karabagh Shusha - Leila Murr

Un an après la signature de l’accord de cessez-le-feu dans le Haut-Karabakh (entre l’Azerbeijan et l’Arménie) et la prise de la ville de Choucha par les forces de Bakou, les Azéris ont investi dans des projets d’infrastructure colossaux au niveau du transport commercial dans la région.

Pour commencer une autoroute à six voies, de 101 kilomètres, nommée « la route de la victoire » reliera les villes de Fuzuli à Choucha. Une vue futuriste qui veut transformer le pays en « hub » régional, un croisement international et une connectivité entre l’Europe, l’Asie centrale et la Chine. Dans cette  stratégie, un chaînon essentiel reste à trouver: l’ouverture du corridor de Zengazour qui passe par l’Arménie qui reste impassible face à toutes les propositions faites dans ce sens.

ليلى المر – باكو –

 بعد عام على سقوط شوشة باكو تسعى لتعزيز مركزها كمركز صلة وتواصل في جنوب الكوكاز

وأرمينيا تتحفظ حول ممر زنغازور الإستراتيجي.

في 8 من شهر نوفمبر 2020 أعلنت القوات الأذربيجانية سيطرتها على مدينة شوشة، شوشي عاصمة إقليم ناغورنو قرة باغ، بعد معركة استمرت 4 أسابيع، أعقبها توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، ونشر قوات روسية وتركية على جانبي الحدود لمراقبة تنفيذ الإتفاق.

 أذربيجان الغنية بالغاز و النفط والموارد الطبيعية تسعى لتعزيز موقعها كنقطة تقاطع، ووصل، وتواصل تربط أوروبا بآسيا الوسطى والصين، ولأن تكون الممر للبضائع والتبادل التجاري بين القارتين، وهي تتمتع بموقع استراتيجي في قلب طريق الحرير الجديدة، التي تعول عليها الصين. وتسعى تركيا للإستفادة من موقعها وعلاقاتها التاريخية التي تربطها بهذا البلد، لفرض نفسها هي ايضا كفاعل استراتيجي نافذ في المنطقة، ما يساعدها أيضا كمفاوض وفاعل لا يمكن تجاهله في علاقاتها مع أوروبا.

من باكو ينطلق انبوب النفط والغاز خط باكو سيحان، وخط أنابيب تاناب -باكو- تبليسي سيحان. بالإضافة الى خط السيل الأزرق لنقل الغاز الروسي. بكلمة تسعى تركيا عبر موقعها لتكون نقطة وصل استراتيجية على خارطة الغاز والنفط . بعضهم اطلق على مشروع تاناب خط الحرير للطاقة.

 والى جانب أنابيب النفط والغاز تعمل على تعزير الممرات وشبكة طرقات ومطاراتها.  حيث باشرت فور انتهاء الصراع لبناء مطار فيزولي الذي دشن مؤخراً، وشق طريق النصر الذي يربط مدينة فيزولي ب شوشة،. مشاريع تحتية لربط العاصمة باكو بالإقليم بالبر والجو..

تركيا الشريك الإستراتيجي لأذربيجان قدمت ساهمت في حسم الصراع على شوشة لصالح حليفتها، كما أنها تستفيد من مشاريع تصدير الطاقة الى أوروبا، ومن هذه المصادر لإستهلاكها المحلي. تشارك في بدورها في مشاريع التركيبة التحتية لتعزيز موقعها في هذه البقعة الجغرافية ذات الإهمية الإستراتيجية . حول ذلك صرح مصدر رسمي رفيع بالقول: تربطنا بتركيا علاقات قوية فنحن نلخص علاقاتنا بكوننا دولتين لشعب واحد » وتابع  » نحن نسعى لأن نكون صلة وصل ومركز تقاطع للنقل والمواصلات والتجارة وفي ذلك فائدة جمة خاصة في حال تحقق ممر زنغازور، ونحن نمد يد التعاون الى أرمينيا وننتظر منها التجاوب، التواصل بين سكان الدول الثلاث يساعد على التنمية تركيا وجورجيا وأذربيجان، التواصل بين الناس أساس، ونحن لا نعارض فتح حدودنا مع أرمينيا كونها معزولة وليس لديها طريق سوى عبر جورجيا، الحرب كلفت الكثير من الخسائر البشرية والمادية.

 ما زلنا في انتظار توقيع اتفاق سلام، وترسيم الحدود وفتح معبر زانغازور وبإمكان أرمينيا الإستفادة من كل ذلك، حتى الآن لم يصلنا أي ردة فعل من الجانب الأرميني ونحن بإنتظار الجواب ».نسعى لأن تكون المنطقة منطقة سلام وتعاون وازدهار ».

شوشة تحاول النهوض بصعوبة

لشوشة أهمية رمزية.  فهي تقع على علو 1500 متر، تصلها طريق جبلية وعرة تعتبر مركزا استراتيجيا، « فمن يسيطر على شوشة يسيطر على كافة إقليم ناغورنو كارباخ.

المدينة كانت في الماضي المركز الثقافي للمنطقة حيث انطلقت منها حركة صحافية وفكرية ناشطة.

ولكنها اليوم بعد الحروب المتتالية باتت مدينة أطلال، غير مأهولة. الأبنية تقف كشاهد على حياة غابرة.

شوشة تمتاز بموقع جغرافي مميز، منطقة بعيدة عن أثار التلوث وطبيعة خلابة. تشتهر بمنحدراتها وهي تقع على علو 3 منحدرات، يتطلب تسلقها مهارة عالية، والحيلة الإستراتيجية للسيطرة على المدينة في المرتين تمثلت بتسلق المنحدرات وتطويق المدينة من أعاليها.

المدينة عانت من تضاؤل عدد سكانها منذ كانت ما قبل سقوط الإتحاد السوفياتي، وبالطبع من آثار الحرب الأولى، وتتهم أذربيجان جارتها اللدودة أنها لم تعمل على إحياء المدينة طوال العقود الثلاثة التي بقيت تحت سيطرته.

بين الأبنية الإدارية ما كان من قبل مبنى بلدية، أو مكتبة عامة، أو أماكن سكنية عامة، أو بيوت، لا ترى سوى شواهد حزينة، شوارع فارغة، فقط خمس عائلات عمال في ورش إعادة التأهيل تسكن المدينة حاليا

جامع يوخاري جوهر آغا، أعيد ترميمه ولكن باحته وبعض المبان حوله ما زالت في حالة دمار واندثار، أما كاتدرائية القديس المخلص التي أصيبت خلال القصف في حالة ترميم كاملة وهي محط جدل حيث يخشى الأرمن ان تعمد أذربيجان الى محو هويتها الأرمينية لإعطائها طابعاً مسيحيا البانياً

تعليقا على ذلك يقول مصدر رسمي إن بلاده تعمل على صيان الأبنية التراثية والدينية، وهي ستحافظ على كاف المعالم التراثية، ولفت الى طلب اليونيسكو في هذا الإطار وتساءل لماذا لم تتخذ المنظمة الدولية الموقف ذاته يوم كانت أرمينيا تسيطر على المنطقة وعمدت على هدم المساجد.

وذكر بالإرث الألباني المسيحي التابع للكنيسية الألبانية الأرثوذكسية والذي استولت عليه أرمينيا.المدينة

في خضم هذا الجدل يبقى أن المدينة تعاني من آثار هذا النزاع فهي اليوم مدينة مهجورة مدمرة وحزينة  تحتاج الى إعادة تأهيل وعودة السكان اليها، والتوصل الى اتفاق سلام شامل يعيد التواصل بين الشعبين السلطات الأذربيجانية تقول إنها تسعى لإعادة شوشة الى سابق عهدها مركزا ثقافياً ووجهة سياحية.