L’Arabie Saoudite ou la bouée de sauvetage du Liban.
Par Ziad Itani (AssasMedia)
ثلاث ثوابت تحكم علاقة المملكة العربيّة السعوديّة بلبنان:
- الحرص على وحدة لبنان وسلامته وازدهاره.
- التعامل مع لبنان على قاعدة المؤسّسات والشراكات السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة.
- التعامل مع الشعب اللبنانيّ بكلّ مكوّناته، وليس مع طائفة أو مذهب أو حزب.
ما يمكن تأكيده أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تقترب أو تبتعد من التفاصيل اللبنانية بقدر ما تقترب أو تبتعد هذه التفاصيل عن المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة، التي هي مصلحة وأمل الشعب اللبنانيّ.
من يعتقد من اللبنانيّين، لوهلة، أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ابتعدت عن هذا التفصيل اللبنانيّ أو ذاك، ما عليه سوى إجراء مراجعة سريعة وقراءة متأنّية لمقدار ابتعاده هو، والتفاصيل تلك، عن لبنان ومصالح شعبه.
المملكة العربيّة السعوديّة تقترب أو تبتعد من التفاصيل اللبنانية بقدر ما تقترب أو تبتعد هذه التفاصيل عن المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة
بماذا تستثمر المملكة؟
إنّ المملكة العربيّة السعوديّة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده الأمير محمّد بن سلمان، وضعت شعاراً لعلاقاتها الخارجيّة مع الأشقّاء والأصدقاء مفاده “الاستثمار بالتنمية والسلام”. من هنا يمكن رصد خارطة الحراك السعوديّ على مختلف بقاع العالم: من السودان إلى سوريا فلبنان، وبينها جميعاً فلسطين، الجرح النازف أبداً.
عندما أغارت الطائرات العسكريّة الإسرائيليّة على دمشق مستهدفةً وزارة الدفاع في 16/7/2025، أغارت المملكة العربيّة السعوديّة بعد ساعات قليلة على دمشق، ليس بالقنابل ولا بالصواريخ، بل بجيش من نخبة رجال الأعمال السعوديّين الحاملين لمشاريع استثماريّة تتناول مختلف القطاعات الحيويّة في سوريا، من درعا وصولاً إلى إدلب، بحيث يكون لكلّ مدينة رؤية ومشروع ضمن خارطة الاستثمار السعوديّ.
لا يبحث هذا الاستثمار عن سوق تجاريّ بقدر ما يبحث عن سوق للسلام تبتاع منه الدول والشعوب ما يناسبها وما يوازي ظروفها وإمكاناتها.
عندما تصاعدت التهديدات الإسرائيليّة اليوم في لبنان بتجدّد العدوان، وعندما أُقفلت الأبواب الداخليّة أمام خلق المبادرات لمنع هذا العدوان، قامت المملكة العربيّة السعوديّة بـ”إنزال اقتصاديّ” عبر فتح نافذة عريضة في جدار الأزمة وفشل المبادرات، فعادت إلى دراسة آلية فتح المعابر الحدوديّة أمام المنتجات اللبنانيّة، تقديراً لشعب يعشق الحياة والأمن والسلام، ولعمل الحكومة ورئاسة الجمهوريّة على منع لبنان من أن يكون معملاً جماعيّاً ومصدِّراً رئيساً لمخدِّرات تسمّم الشباب العربيّ في كلّ زمان ومكان.
أهمّيّة الخطوة في توقيتها، من دون إغفال أهمّيّة مضمونها وأثرها الإيجابيّ على اقتصاد لبنان.
الرسالة واضحة: هناك أمل، والمملكة متمسّكة بهذا الأمل لإنقاذ لبنان، وإنّ استقرار لبنان وازدهاره وعودة الدولة ومؤسّساتها إلى الحياة هو قرار غير قابل للتفاوض أو التراجع ولا مكان فيه للخذلان.
زيارة الوفد الاقتصادي السعودي للبنان مؤكّدة خلال الأيّام المقبلة، وقد تسبق زيارة وليّ العهد لواشنطن أو تليها، والأرجح أن تتزامن معها
يشكّل فتح المسارات التجاريّة والاقتصاديّة البرّيّة والبحريّة بين لبنان والمملكة تطوّراً اقتصاديّاً وماليّاً، وفق التالي:
1- فتح المسار البرّيّ والبحريّ باتّجاه السعوديّة هو فتح للمسار مع دول الخليج كافّة، التي تستورد مجتمعةً 173.3 ألف طن من الخضراوات والفاكهة من لبنان، أي ما نسبته 55.4 % من إجمالي صادرات لبنان الزراعيّة.
2- فتح المسارات التجاريّة مع المملكة يشكّل عامل ثقة كبيراً للعالم لفتح مساراته أيضاً باتّجاه لبنان.
التّذكِرة تنفع المؤمنين
على قاعدة أنّ “التذكِرة تنفع المؤمنين”، وكثرٌ هم من يؤمنون بلبنان، من المفيد أن نستذكر ما قاله الأمير محمّد بن سلمان خلال جلسة في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” بالرياض عام 2018، عندما وضع يده على صدره متعهّداً، بأنّ هذا الشرق سيكون أوروبا الجديدة، معدّداً سوريا والأردن ومعهما لبنان. حينها لم يكن أحد يعتقد أنّ سوريا ستكون على ما هي عليه اليوم.
إقرأ أيضاً: ترامب والشرع… اتّفاق استراتيجيّ
زيارة الوفد الاقتصادي السعودي للبنان مؤكّدة خلال الأيّام المقبلة، وقد تسبق زيارة وليّ العهد لواشنطن أو تليها، والأرجح أن تتزامن معها لمناسبة انعقاد مؤتمر “بيروت 1” للاستثمار، الذي ينظّمه لبنان ويُعقد في 18 و19 تشرين الثاني الجاري.
تأخّر اللبنانيون في فهم المنهجيّة السعوديّة الحديثة في التفكير، التي أرساها الأمير محمّد بن سلمان، منهجيّة لا تقوم على الهبات ولا على الأعطيات ولا على الصدقات. الصدقة من موجبات التعامل بين الأفراد، وأمّا الدول فتتعاون عبر التنمية والاستثمار والبناء وإطلاق عجلة الإعمار من أجل الإنسان. الدول يحرّكها العقل لا العاطفة، فهي ليست قصيدة ولا نصّاً نثريّاً، ولذا تحتاج إلى دراسات ورؤى.
لمتابعة الكاتب على X:
