
Que signifie l’Eglise en temps de crise?
(Par Me Carol Saba)
بقلم المحامي كارول سابا
الجاذبية ليست عمل جَسدانِيّ، مادِّي ! هناك ما ورائية في فِعل الجاذبية تتخطَّى الجسد، جاذبية في ان تكون مشدودا لمكان، لزمان، لايمان !
انت تولد. تنمو. تدرُس. تتثقَّف. تُراكم علم و خبرات. تُخطِّط. تُمنطق دورة توثبك الى الامام. تعمل، تجهد. تثابِر. تجتهد. تُحِبّْ. تتزوج. تقيم عائلة. تُنجِب. تُنمِّي الغرس المُعطى لك، وهو يُنميك. تُصبح اب وابن بنفس الوقت. تعمَل. تتموضع. تنتشِر. تنفلش بالمجتمع وفي الشأن العام، بنشاطات، بكتابات، بمحاضرات. تُنتِج فكر يُقونِنُكَ وكلمات تُمنطقك، وتَتساءل عن تفاعليَّتها وفاعِليَّتها مع الاخرين. فوقع الكتابة، ليس مثل الكتابة. الكتابة شيء والتأثير بالكتابة شيء آخر. ان تكتب شيء، ولكن ان يكون هناك لكلماتك وَقعٌ سلاميٌّ عند الاخرين فكرا وقلباً وروح، فهذا شيءٌ آخر. فالكاتب عندما يشعر انه لا يكتب لنفسه فقط، يكون قد بدأ مسيرة تَفاعُليَّة مع قارئيه. هو يمنطقها وهي تمنطقه. انت في مسيرتك تمنطِق الاخرين وتتَمنطَق بهم. وتسير قافلة الحياة، وتكبر دورة الحياة مع أولادك ودورة حياتهم، فترى بنيانهم، تراكماتهم، تجاربهم،
نجاحاتهم، وتفرح، ويأتيك دائماً قول جبران خليل جبران التنبيهي، ان اولادكم ليسوا لكم انهم ابناء الحياة، فتفهم ان جَمالية الجمال في سر الحياة هي في العطاء، اكثر من الأخذ، وتفهم انه وإن كان لا بد مِن الأخذ احيانا، والطبيعة الانسانية فيها مد وجزر اخذ وعطاء، ان لا خوف على جمالية العطاء اذا كان دائما قائماً، مُحرَّكاً ومُحَرِّكاً فيك من خلال سردية العطاء وبذل الذات بالكلية لمن تحب وابعد من ذلك
يبقى ان ثابتة جاذبية البلمند تبقى الثابتة في وجهتك الى وجه الوجوه وهي تُحرِّكُك اليه، في سر منظور وغير منظور، فيه قناعة وايمان، فيه جُهد وتسليم، وهذا محرك لك منذ ان ذقت فتات نعمة لقيا معه جعلتك أسيرا بحبه، مكبلا بسلاسل حريته. مشدودا اليه هو الثابت والمتحرك في كل شيء
الاسبوع الآتي حافل في البلمند ويبدأ من دوما الجميلة مع غبطة أبينا البطريرك يوحنا الحبيب. حافل بإنعقاد المجمع المقدس في اكثر مرحلة حساسة ودقيقة فيها اخطار داهمة، في تاريخ الكرسي الانطاكي الحديث، ولي فيه، ان كل البنود في كف، وبند البنود، شبكة امان الكنيسة الانطاكية، في كف آخر. فهناك الهموم العادية، وهناك الهم الوجودي، هناك الزمن التقليدي، وهناك الزمن غير التقليدي، الذي نحن في اتونه اليوم
الا قدَّر الرب ان يكون المجمع المقدس على قدر المسؤولية الجوهرية والمِفصلية، الان وهنا، في زمن المحنة هذا، لنطرح أسئلة كثيرة على انفسنا ويكون لنا فيها جواب من الرب يشفي القلق والترقب ويُثبِّت الرجاء، فنخرُج من جديد مِن معادلات التلقي الى نهج المبادرة بشجاعة ايماننا، دون خوف وقلق وببصيرة وتمييز.
كيف نقرأ واقعنا اليوم، كما امسنا ومُستقبلنا، بعد تراكم أزمات لبنان، وازمات سوريا، وازمات الشرق، والعالم؟ كأفراد، كجماعة وطائفة، أم ككنيسة متضامنة متكاملة متراصة، مقوننة بشهادة جرأة وجرأة شهادة؟
كيف نقرأ بِتَمْييز في جدلية الثابت والمُتحرِّك؟ في جدلية المنظور وغير المنظور؟ في جدلية الجوهر والشكل؟ في جدلية الازَليّ والزائِل؟ في جدلية ارض الواقع وأرض الرجاء؟ في جدلية الحقيقة الايمانية والحقيقة الدهرية؟ في جدلية الالم والأمل؟ كيف نفهم؟ كيف نُمَيِّز؟ كيف نَتمَوضَع؟ كيف نَستَبِق؟ كيف نتعالى على الجراح؟ كيف نَثبُت في الحق، في زمن التحوُّل والباطل؟ كيف نبقى؟ كيف نستمر؟ كيف نشهد؟ كيف نهدأ في زمن التوتر العالي؟ كيف نُلَوِّن دون ان نَتَلوَّن؟ كيف نَتَعَقلَنْ ونُعقلن الآخرين في زمن تحولات اللاعقلانيَّات؟
هل من شبكة امان للكنيسة من خارج حقيقة « من نحن »، ومن « اين نأتي »، والى « اين نحن ذاهبون »؟